فوضى الشائعات وهموم الصحافه المصريه

الاخلاق الصحفية وميثاق الشرف الصحفي اهم
محاور المناقشات في منتدي الاخبار للحوار
ويتواصل الحوار في منتدي 'الأخبار'.. حول هموم الصحافة المصرية والأزمة التي فرضتها التجاوزات الصحفية الاخيرة، فقد أدت إلي بلبلة في الرأي العام.. وانعدام الثقة في الصحافة التي نشرت الشائعات دون أن تسعي للتأكد من الحقيقة.. فأثارت الفزع.. وأثرت علي الاقتصاد القومي.

ويزداد الحوار سخونة فقد تحدث د. فاروق ابوزيد في الحلقة الماضية عن ضرورة وجود توازن بين حرية الصحافة والمسئولية واكد ان الوظيفة الاساسية للصحافة هي نشر الحقائق وليس الاكاذيب والشائعات.. وطالب بتفعيل دور النقابة لحماية الصحفي من التعرض للمسألة القانونية.. وتحدث جلال عارف عن التدهور المهني الموجود حاليا ومحاولات النقابة لعلاجه بآليات متعددة واكد ان الحرية الصحفية هي انجاز للدولة وان النقابة تعاملت بايجابية مع تقارير المجلس الاعلي للصحافة.
يتحدث في هذه الحلقة مكرم محمد احمد عن الصحف الخاصة والتجاوزات الحقيقية الموجودة بها.. وان هناك مساحات واسعة لكل صحفي ليعبر عن رأيه لكن المشكلة تكمن في غياب التقاليد الحقيقية للممارسة الصحفية مما ادي الي انحرافها عن المسار الصحيح.. كما يتحدث د. نبيل حلمي فيطالب بالتفريق بين النقد والسب والقذف.
واكد ان الصحفي لابد ان يحاسب من قبل النقابة التي يمكن ان تتصدي للممارسات الخاطئة.
وتحدث مكرم محمد احمد الكاتب الكبير ونقيب الصحفيين الاسبق مؤكدا علي وجود تجاوزات حقيقية في معالجات الصحف الخاصة، وان من حق من يريد ان يلجأ الي القانون لوقف تلك التجاوزات لكن السؤال الاهم هو هل حبس الشخص المسئول عن تلك التجاوزات سيؤدي الي اجتثاث تلك الظاهرة؟
ويضيف: اخشي ان الظاهرة ستستمر لانها وليدة تشابك عوامل معقدة مثل غياب التأهيل والتدريب المهني للصحفيين العاملين بتلك الصحف، وسيادة انماط خاطئة من الممارسات الصحفية كخلط الرأي بالخبر، والاعلان بالتحرير وغياب اخلاقيات وتقاليد تحفظ ادب الحوار عند الاختلاف وشدد علي ضرورة ان يكون لدي كل صحيفة 'مدونة سلوك' تنظم كل تلك الممارسات ويلتزم بها كل من يعمل في تلك الصحيفة، فالمشكلة ليست في غياب الحرية بل ان هناك مساحات واسعة لكل صحفي ليعبر عن رأيه لكن المشكلة هي غياب تقاليد حقيقية للممارسة الصحفية مما ادي لانحراف تلك الممارسة عن المسار الصحيح، ومن بين تلك الانحرافات او التجاوزات كيفية التعامل مع رئيس الجمهورية حتي تجاوزت الامور حد النقد المباح للسياسات الي حد الازدراء وهذا سلوك مهني معيب.
وضرب الاستاذ مكرم محمد احمد امثلة اخري علي كيفية التجاوز في التعامل الصحفي مع رموز الدولة ومنها المعالجات التي تنشر بصحف خاصة حول شيخ الازهر والبابا شنودة رغم ما يتمتع به هذان الرمزان من قيمة روحية كبيرة الا ان بعض المعالجات الصحفية بشأنهما تتجاوز كل الاعراف والتقاليد الصحفية.
واضاف نقيب الصحفيين الاسبق: كنت افضل الا نتعجل في تطبيق القانون وان نسعي الي علاج اشمل لاسباب تلك الظواهر السلبية التي تعانيها الساحة الصحفية حاليا.. كما اننا يجب الا نحمل النقابة المسئولية كاملة عن كل ما يحدث فكان من الممكن للمجلس الاعلي للصحافة الذي لا يضم للاسف ممثلين للصحف الخاصة ان يدعو كل رؤساء تحرير الصحف من مختلف انماط الملكية للاتفاق علي كلمة سواء لكن 'حوار الطرشان' الذي يدور حاليا لن يفيد احدا بل سيضر بالصحافة والصحفيين.
ويجب ان يتفق الجميع علي اهمية وضع 'مدونة سلوك' ينص في بدايتها علي حق الصحفيين في الاختلاف، ولا اعتقد ان النظام السياسي يمكن ان يعترض علي ذلك.
ويضيف: انا ارفض المصادرة بشكل مطلق فهي اعتداء علي حرية الصحافة كما انني لا اري ان حبس صحفي سيحل المشكلة فتطبيق القانون امر مهم لكن المعالجة القانونية للازمة لن تخاطب لب المشكلة واخشي ان يتحول الامر في النهاية الي 'حرب داحس والغبراء' بين الجماعة الصحفية وتصبح المعركة بين صحفيين ينتمون الي صحف قومية واخرين ينتمون لصحف حزبية او خاصة وهذه المعركة في حالة وقوعها ستدمر البيت الصحفي كله.
فالازمة الحالية هي مشكلة اخلاقية قبل ان تكون قانونية وعلاجها لن يتأتي الا بوفاق بين الصحفيين علي احسان الخطاب مع رموز الدولة والتأكيد علي رفض الازدراء لان ذلك يمثل خطرا كبيرا ولابد ان يتفق الجميع علي ان النقاش حر لكن التطاول مرفوض فنحن نحتاج جميعا الي يقظة ضمير والا نساير التيار نعم نحن مع القانون، لكننا ايضا مع المعالجة الشاملة لنتغلب علي المشاكل 'السخيفة' التي تعانيها الصحافة المصرية حاليا.

ظروف مهنية سيئة

وشدد مكرم محمد احمد علي قضية اعتبرها من اخطر القضايا التي تحتاج الي تكاتف الجميع، وهي الظروف المهنية السيئة التي يعانيها الجيل الحالي من الصحفيين الذين لم يجدوا من يدربهم او يعلمهم آداب واخلاقيات وقواعد المهنة، ولا يجدون من يوجههم واذا وجدوا فانه يوجههم الي خدمة اهدافه الخاصة، فهناك 'خرابة' في الصحف الخاصة والشباب الذي يعمل في تلك الصحف لا يوجد اي ضمان لحقوقه، وعندما تحدث اي ازمة لا يملك سوي التظاهر علي سلم النقابة لذلك يجب الا تصدر اي صحيفة الا وهي تملك مقومات تعويض العاملين بها عند حدوث اي مشكلة كما يجب ان نضمن ان تقدم تلك الصحف للعاملين بها اجورا تضمن نزاهتهم لكن للاسف هذا لا يحدث بل يدفع الصحفيون بتلك الصحف لمالكيها لينالوا عضوية النقابة وهناك عشرات الصحف الخاصة يسكنها 'هاموش' من الصحفيين الذين لم يجدوا من يدربهم او يعلمهم او يشرح لهم قواعد المهنة فلابد من معالجة القصور المهني لهؤلاء العاملين بالصحف الخاصة كإحدي وسائل العلاج.
شائعة مغرضة

ثم انتقل نقيب الصحفيين الاسبق الي تحليل الازمة الاخيرة الخاصة بشائعة مرض الرئيس مؤكدا ان هناك غرضا من وراء اطلاق هذه الشائعة وليس مصدرها الصحافة الخاصة انما مصدر تلك الشائعة يدرك ما يفعله وقد اطلقها بدقه، وانتقلت عبر شبكة ممتدة في المحافظات وليس لدي دليل لاتهم احدا، لكنني علي يقين انها مدبرة، والناس بالفعل لديها قلق ويتساءلون ماذا يمكن ان يحدث لو كانت تلك الشائعة لا قدر الله صحيحة وما يقال عن كفاية المادة 76 من الدستور لا يطمئن الناس فلابد من التعامل مع الموقف بشجاعة وبكل ابعاده وان نتخذ اجراءات وحلول شاملة حتي لا تتكرر الازمة ولا يكون العلاج بالحبس او العقوبة فانا ارفض حبس الصحفيين وهناك عقوبات قد تكون اكثر ردعا كالغرامة والتعويض والاهم هو ترسيخ الاحساس بالمسئولية لدي الصحفي وان يكون لديه يقين بان الدفاع عن الحرية لا يتأتي الا بالمصداقية وكسب ثقة القاريء واحترام المجتمع وقد صارت الصحافة الان اداة مؤثرة تطبع بالملايين لذلك لابد من استخدام الادوات بحذر بالغ وان نعود الصحفيين علي الاحساس بالمسئولية.

غيبة المفاهيم الصحفية
وتدخل محمد بركات معلقا علي تصريحات الاستاذ مكرم محمد احمد حول موضوع مدونة السلوك مؤكدا ان جريدتي الاخبار واخبار اليوم لم ينزلقا ابدا للمهاترات التي اتخذتها بعض الصحف الاخري وسيلة لتصعيد الازمة ولكن ركزتا علي موقف نقابة الصحفيين من الموضوع نتيجة لسببين اولهما هو ان تكون الفرصة متاحة اما مجلس نقابة الصحفيين للرد علي ما هو سائد في الوسط الصحفي تجاه القضايا المطروحة علي الساحة والثاني هو وجود حالة من الغيبة للمفاهيم الاساسية للمهنة وآدابها واخلاقها خاصة بين الزملاء الصغار من الشباب المتدربين الذين يفتقدون التدريب والارشاد واكتساب الخبرة من قبل الصحفيين الكبار واكد علي ان الصحفي في الوقت الحالي تحول الي 'بيع موضوعات' حتي يتمكن من الحصول علي الاجر الكافي الذي يكفل له حياة مستقرة.
وعقب جلال عارف نقيب الصحفيين قائلا ان وجود مدونة السلوك داخل مؤسسات العمل الصحفي امر مهم ومتفق عليه وبالفعل توجد لائحة عامة للعمل الصحفي ولكنها لا تمنع وجود مدونةخاصة بكل مؤسسة توضح سياستها واهدافها وطريقة معالجتها للقضايا والمشكلات حتي يتمكن الصحفي الشاب من اداء عمله بما يتوافق مع سياسة الجريدة التي يعمل بها واكد علي ان العمل الصحفي حاليا يشهد حالة من غياب التقاليد ونقص في القواعد والحقائق الخاصة بممارسة المهنة.
واكد عارف انه بالنسبة لمسألة التدريب الصحفي للشباب الجدد فاننا نبذل اقصي جهد من اجل اتاحة العديد من برامج التدريب التي تكفل حالة من الاداء الجيد والمتطور للعمل الصحفي وقد تم تدريب نحو 1600 صحفي خلال الدورة الحالية لمجلس النقابة وهذا ليس كافيا ولكن هناك الحاجة لوجود برنامج تدريب ضخم الي جانب توفير اعتمادات ضخمة لمواجهة التوجهات الاجنبية التي تستهدف الدخول في نطاق التدريب داخل مصر.
واستطرد قائلا بانه تمت معالجة ازمة الشباب تجاه خصخصة الصحف القومية وهو ما يمثل مشكلة كبيرة للشباب لصعوبة الاحوال الادارية والعملية والمالية داخل الصحف الحزبية والخاصة.
واكد نقيب الصحفيين علي ضرورة رعاية الاجيال الجديدة والنظر الي الصحافة في مصر علي انها قضية امن قومي ولا يجوز التعامل معها بطريقة سطحية ويجب وقف اختراق الصحافة المصرية والتعامل مع المسألة بصورة اكثر موضوعية.
وتدخل الاستاذ بركات مستفسرا متي ستدعو نقابة الصحفيين رؤساء التحرير في الصحف القومية والحزبية والخاصة لمواجهة المشاكل المطروحة؟
واجاب النقيب انه لا توجد مشكلة بهذا الشأن وانه علي اتم الاستعداد في اي وقت للجلوس ومناقشة جميع المشاكل والقضايا بموضوعية تامة.
احتواء الموقف

وتدخل د. فاروق ابوزيد في الحوار مؤكدا علي ضرورة الاتفاق علي آلية عقد الاجتماع بين رؤساء التحرير بشكل عاجل لاحتواء الموقف خاصة ان تقرير الممارسة الصحفية الذي اعدته اللجنة المشكلة من المجلس الاعلي للصحافة بخصوص الازمة الاخيرة اكد وجود تجاوزات عديدة بالصحف الخاصة والاتجاه الغالب داخل اللجنة القانونية التي تضم نخبة من فقهاء القانون هو ان تلك التجاوزات تخضع للمساءلة القانونية وعدم الاتفاق علي آلية سريعة لاحتواء الازمة سيعيدنا الي المربع رقم واحد فسيحال التقرير من المجلس الي النقابة واذا لم تتخذ بشأنه اجراء مناسب فسيكون اللجوء للقضاء هو البديل وبالتالي فالتحرك السريع للنقابة يضمن الحماية لكرامة وحرية الصحفيين.
فرصة حقيقية

وشدد الاستاذ محمد بركات علي ان جلال عارف نقيب الصحفيين ليس خاضعا للضغوط الانتخابية ولديه حس وطني قوي مشيرا الي ان تحريك آلية لقاء رؤساء التحرير سيضع الامور في نصابها الصحيح ويمثل فرصة حقيقية حتي تتحول النقابة الي دار ومؤسسة لحماية حرية الصحافة وكرامة الصحفيين.
وبدأ د. نبيل حلمي مداخلته موجها التحية للأخبار لاستضافتها لهذا الجمع من خيرة مثقفي مصر واساتذة الصحافة لمناقشة قضية ازمة الصحافة وتطرق الحديث عن اجتماع النقابة برؤساء التحرير مؤكدا ان اجتماع رؤساء التحرير يمكن ان يتحول الي مزايدة لانتخابات نقيب الصحفيين القادمة مقترحا بان يكون الاجتماع لحكماء الصحافة حتي لا ندع فرصة للمزايدة من قبل بعض الصحف الخاصة.

الاخبار: ما هي رؤية د. نبيل حلمي وانت استاذ قانون عما تم اثارته في الفترة الاخيرة وعن كيفية معالجة الشائعات؟
 د. نبيل حلمي: يجب التفريق اولا بين النقد والسب والقذف بالاضافة الي التفريق بين بدء الشائعة وبين كيفية انتشارها والوسائل التي ساعدت علي ذلك وهوما يعتبر اهم بكثير من تناول الشائعة في الصحف كما هي كما يجب والاسباب التي ادت الي انتشار الشائعة هل لاهمية الشخص موضوع الشائعة او قوة الشائعة نفسها كما يجب ان نضع في الاعتبار العواقب التي يمكن ان نقع فيها في حالة تفشي الشائعة وهي ما حدث لدينا عند انتشار شائعة مرض الرئيس حيث انخفضت معدلات الاستثمار واصيبت البورصة بحالة من الانخفاض وكذلك حالة عدم الاستقرار التي شهدتها الدولة في الايام الماضية.
وشدد د. نبيل حلمي علي اننا نعاني من حالة ضعف إعلامي في معالجة الشائعات بالاضافة الي فشل بعض القوي السياسية في ممارسة الانشطة الحزبية لها مما ادي الي وجود حالة من الفراغ السياسي. علاوة علي اننا شعب يميل الي 'اللطم علي الخدود'.
محاسبة المخطئين
واكد د. نبيل حلمي ان الصحفي لابد ان يحاسب من قبل النقابة التي يمكن ان تتصدي للممارسات الخاطئة عن طريق الحكماء وذلك دون اللجوء الي القضاء مما يؤدي الي تفعيل دور النقابة في حرفية العمل الصحفي والتعامل مع المقترحات والقضايا المفروضة علي الساحة كما اننا نحتاج الي رؤية قانونية واضحة تسير الحقوق والواجبات التي يجب مراعاتها في الاداء المهني للصحافة.
الحلقة القادمة الأحد ..

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن

» احبك يابلادى
» شارع الصحافه
» الصحافه على الانترنت:ادخل وتصفح
» البوابه المصريه
» الحكومه المصريه